الثلاثاء، 1 يونيو 2010

أناشد عدالتكم

طالعتنا جريدة لوس أنجلوس تايمز بنبأ مفاده أن رجلاً عربياً يقتل ابنته دفاعاً عن شرفه - على حد زعمه -!

عندما سُـئِل القاضي المحقق عن رأيه قال: "العادات والتقاليد لا تبرر الجريمة".

*************

أنا لست بصدد الحديث عن القتل، فهو بحد ذاته جريمة قذرة تحرّمها كل شرائع الأرض. وما يزيد الجريمة قذارة كون القاتل أباً والقتيل فلذة كبده. لكنّ سؤالاً مهماً يطرح نفسه: ما مفهومنا للشرف؟!! وهل بقي في جعبتنا بعض منه كي ندافع عنه؟!!

الشرف أن يعيش الإنسان حراً وأن يموت عزيزاً.

أن يأكل لقمته بعرق جبينه. أن يدرك حقه فيموت دونه. أن يعرف حدّه فيقف عنده. أن ينصر أخاه فيكونان كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. أن يسلك طريقاً يلتمس فيه علماً ومعرفة. أن يعفو عند المقدرة ويعفّ عن المغنم!!

وطننا مباح. شرفنا العربي كعود الكبريت لن يُشعل مرتين. تاريخنا منبطح على عتبة أبواب لعالم المتمدن يناشده بحق الله والإنسانية رغيفَ خبزٍ يرد له روح الحياة.

غزت الديدان أعماقنا.

نخر الجوع عقولنا وعظامنا.

أبيحت حرماتنا.

انتُـهِكَـت أعراضنا..

وما زلنا بالشرف الرفيع نتشدّق!!

امرؤ القيس تائه في صحارى نجدٍ يبحث عن قاتل أبيه.

خيول داحس والغبراء تتناحر فوق تهامة والبقاع.

في العراق كربٌ وبلاء.

القدس تصرخ "وامعتصماه".

دمشق تنتحر.

بيروت تلفظ أنفاسها الأخيرة.

السودان يحتضر وضفائر كليوباترة المشدودة إلى الشمس تتساقط في حضن شهريار.

وعاهـرٌ عربي يبحث في أزقّـة هوليـود عن شــرفه المُبــاح فيغرز السكين في رقبة طفلته غسلاً للعار!!

سيدي القاضي المحقق:

أناشــدكم.. أناشـــد عدالتــكم كلاجئــة عربية شــرّدها الجوع والظلم والاضطهاد والقهر واللا أخلاق..

أناشــدكم أن تَعْـفوا عن هذا العــاهر، وتحيلــوا أمّـةً بكاملها إلى القضاء.. علّنـا إذا متنــا نُـعــادُ في خلقٍ جديـــد!

د. وفاء سلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق