الثلاثاء، 1 يونيو 2010

سأخون هؤلاء!!

كان بودي أن أبكي فضحكت!!

النبأ يقول: اكتشفت الحكومة المصرية أن الإسرائيليين يستخدمون البناية العالية التي تشغلها سفارتهم في القاهرة كمركزٍ يتجسسون منه على المخابرات الهاتفية للمسؤولين المصرين.

ضحكت بحرقة قلب وتساءلت: وهل بقي لدى المسؤولين العرب - لن أقول المصريين فقط كي لا أظلمهم، فالحقيقة والعدالة لا تتجزأ - هل بقي لديهم ما يثير مخاوف إسرائيل فيدفعها للتجسس على مخابراتهم؟!!

****

حدثني صديق مصري قائلاً: صدرت الأوامر القيادية في الوحدة العسكرية التي كنت أؤدي فيها خدمتي الإلزامية عقب تخرجي من كلية الطب بالتحرك إلى الحدود الليبية المصرية، فالأخبار تشير إلى وجود حشود ليبية هناك. قطعنا مسافة طويلة ونحن في حالة يُرثى لها- الحدود الليبية؟!! - وبعد أن لاحظ الضابط المسؤول إرهاقنا وإحباطنا خطب فينا قائلاً: لا تنفعلوا، لن نقاتلهم ولن يقاتلونا، لكن ثمة أوامر خارجية أوصت بالتحرّك!!

****

في أوائل الثمانينات، وكنت يومها طالبة في المرحلة الجامعية، اجتمع بنا مسؤول عسكري كبير متحدثاً عن أهمية التصنيع العسكري والقضايا الراهنة على الساحة السياسية.. ولما انتهى أبدى رغبته في الإجابة على أسئلة الطلاب!!.. انبرى أحدنا - بعد أن سلّم روحه لله - وطرح السؤال التالي: "سيادة اللواء، يقولون أن السيدة أم الخير تمنح الرتب في الجيش. تحل وتربط في القيادة. ما صحة هذا القول؟!"

قهقه سيادته قائلاً: "معلوماتك قديمة يا رفيق!.. السيدة أم الخير تقدمت في السن وأحيلت على التقاعد، أوكلنا المهمة إلى ابنتها الشقراء!"

****

روى لنا صحفي أرني ورئيس تحرير جريدة معروفة في عمان، كنت قد التقيت به صدفة في جلسة اجتماعية. روى لنا حكاية زيارة لفيف من الصحفيين للسيد حسين كامل مسؤول التصنيع العسكري في العراق الذي فرّ إلى عمان - مجرداً إلا من ملايينه الخمسين! - قال، (والقول للصحفي الأردني) "دخلنا عليه في شقته، فأشار بيده أن نصمت ريثما ينتهي من مراقبة فيلم كرتون على شاشة التلفزيون ثم استأذن للذهاب لقضاء حاجة، وقبل دخوله المرحاض وقف أمام مرآة كبيرة وهندس ربطة عنقه.

كان رحمه الله - إذ لا يجوز على الميت إلا الرحمة - مهووساً بمشاهدة أفلام Tom & Jerry القط والفأر الأمريكيين ، ومهووساً أيضاً بربطة عنقه حتى وهو في طريقه لقضاء حاجة!.. رحم الله السيد حسين كامل وأطال الله عمر السيدة أم الخير وابنتها الشقراء، فلولا تصنيعهم العسكري لاحتل الإسرائيليون كل البنايات العالية في عواصمنا العربية كي يتجسسوا على اهتمامات المسؤولين ومخابراتهم الهاتفية!!

****

بينما كنت أقضي خدمتي الريفية في إحدى النواحي التابعة للمدينة، صدرت أوامر وزارية تقضي بتنحية مدير الناحية وتعيين مدير جديد. وبعد فترة صداقة ربطتني بزوجة المدير الجديد قادني فضولي إلى طرح السؤال التالي: "عجباً، ما السبب وراء تنحية المدير السابق بعد فترة إدارة طويلة شهد له خلالها الكثير من سكان الناحية بالصدق والأمانة؟!" قالت: "كل ما في الأمر، أصدرت الوزارة كتاباً تطالبه بتزويدها بعدد المواشي والأشجار المثمرة الموجودة في الناحية، كان رده، إن الإدارة تفتقر إلى هذه المعلومات لعدم توفر الجهاز الإحصائي الخبير المعني بالأمر. وعلى الفور صدرت الأوامر بتنحيته." قلت يدفعني المزيد من الفضول: "وكيف حل السيد زوجك المشكلة؟" قالت: "كان الأمر في منتهى البساطة، أخذ ورقة وقلماً وكتب: لدينا 2103 شجرة تفاح، 711 شجرة برتقال، 1712 رأس غنم، 311 بقرة، 224 رأس ماعز، وهلم جراَ.. وعلى الفور صدر أمر بترقيته."

هؤلاء هم المسؤولون العرب الذين تسعى إسرائيل جاهدة للتجسس عليهم. منذ الآن وصاعداً سأوفّر على إسرائيل سعيها وسأفضح كل اهتماماتهم ومخابراتهم الهاتفية!!.. من لا يخون هؤلاء الخونة، إنه خائن بالجهل ينتحر!!

د. وفاء سلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق